حكم (الشيشة) أو (الأرجلية- النارجيلة) أو (الجوزة)

  1. السؤال: فضيلة الشيخ أكرم كساب؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما حكم (الشيشة) أو (الأرجلية- النارجيلة) أو (الجوزة) ؟ أفيدونا مغفورا لكم!!

.

ملخص الفتوى:

ما يسمى بـــــــ ((الشيشة) أو (الأرجلية- النارجيلة) أو (الجوزة)) فالحكم فيها كلها كما الحكم في الدخان (السجائر)، وذلك لأن استخدام هذه الأدوات لا يقلل من خطورة التبغ، ومن ثم فيحرم تناوله لأنه يأخذ حكم التدخين، حتى وإن اختلف الاسم أو اختلفت طريقة التعاطي، وتؤكد الدراسات الطبية أن مدخني الشيشة أكثر عرضة للأمراض من مدخني السجائر>

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين؛ أما بعد…

فقد أجبت في سؤال سابق عن حرمة التدخين، وقد ذكرت الأدلة على ذلك، وأدلة تحريم (السجائر العادية) هو حكم تدخين ((الشيشة) أو (الأرجلية- النارجيلة) أو (الجوزة)) ومما ذكرته:

  • أنه التدخين رحام لأنه من الخبائث والله يقول:{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157].
  • أنه يضر بمقاصد الشريعة جلها أو كلها، والتي هي: (حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل).
  • إذا كان الإسلام نهى عن دخول المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما لخبث الرائحة، فكيف بالدخان الذي يكرهه حتى من يدخن، روى الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ – يَعْنِي الثُّومَ – فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا».
  • كما أن في التدخين اتلاف للمال الذي خولنا الله إياه، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7]، وهذا الاستخلاف يقتضي حسن التصرف فيه لا مطلق التصرف، وقد جاء في الصحيحين عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ”.
  • لا شك أن في التدخين تبذير وإسراف، والله تعالى يقول: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27].
  • كما أن التدخين يستعبد الإنسان إذا أدمنه، وأعني بالاستعباد هنا أنه يحوله إلى عبد شهوة وعادة، فيكون هو المتحكم فيه وفي أفعاله.
  • والتدخين يضر باقتصاد الدول، فما ينفق من التدخين كفيل بأن يعدل اقتصاد دول فقيرة، ويعلي اقتصاد دول متقدمة، كما أن في التدخين مفاسد للبدن، وقد جاءت الشريعة بحفظ البدن، ولهذا قال ربنا: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]، وفي الحديث المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم:”فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا”.
  • وعلينا أن ندرك أن القول الفصل في حكم التدخين يعود إلى الأطباء، والفقهاء تبع لهم، فإن أقرّ الأطباء بوجود ضرر بالغ في التدخين فالقول قولهم، وعليه يبني الفقهاء حكمهم. وقد أقرّ الأطباء بما في التدخين من ضرر بالغ يلحق بالمدخن وبمن حوله، ومن ذلك ما جاء على موقع منظمة الصحة العالمية: استخدام التبغ يقتل أكثر من 7 ملايين شخص كل عام… ولا تقتصر أسباب المشاكل الصحية الخطيرة والموت الذي يصيبهم على سرطان الرئة أو مرض القلب. وتشمل بعض الآثار الجانبية الأقل انتشاراً للتبغ : تساقط الشعر، إعتام عدسة العين، التجاعيد، فقدان السمع، تسوس الأسنان، انتفاخ الرئة، تخلخل العظام، قرحة المعدة، تغير لون الأصابع، الإجهاض، الصدفية، تشوه الحيوانات المنوية، مرض بورغر…. (https://www.emro.who.int/ar/tfi/quit-now/index.html).
  • تكاد تكون كلمة العلماء المعاصرين الآن على حرمة التدخين لما ثبت من أدلة يقينة على يلحقه من ضرر بالغ بالمدخن ومن حوله من بشر ومال وخلق، ولا أحسب أن أحدا مما يشهد لهم الناس بالعلم والتقوى يقول بإباحة التدخين الآن، المجامع الفقهية كمجمع الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي، والمجمع الفقهي… وغيرها من المجامع تقول بالحرمة الآن….

هل (الشيشة) مثل (السجائر)؟

جاء في موقع (منظمة الصحة العالمية) ما يؤكد خطورة (الشيشة) وتفوقها على (السجائر) ما يلي: وقد يظن البعض أن استخدام (الشيشة) أقل خطورة من (السجائر) وبالتالي فلا مانع منه، والواقع يؤكد غير هذا، فقد جاء في موقع (منظمة الصحة العالمية) ما يؤكد ذلك: إن استخدام التبغ بواسطة النرجيلة (الشيشة) يضر الصحة بطرق مماثلة لاستخدام التبغ بالسجائر. ولا يعتبر استخدام التبغ بالنرجيلة بديلا آمناً عن السجائر، ولا يوجد دليل على أن هناك أي جهاز أو أدوات ملحقة يمكنهم أن يجعلوا التدخين أكثر أماناً. يجب إدراج النرجيلة في جهود مكافحة التبغ… (https://www.who.int/ar).

بل تؤكد الدراسات الطبية أن مدخني الشيشة أكثر عرضة للأمراض من مدخني السجائر، جاء في موقع (الطبي): فقد تبين أن الأشخاص الذين يدخنون الشيشة بدلاً من السجائر يكونون عرضة للإصابة بنفس الأمراض التي يتعرض لها مدخن السجائر وبنسبة أكبر أيضاً، ويعود ذلك للعديد من العوامل، نذكر منها ما يلي:

  • يتعرض جسد الأشخاص الذين يدخنون الأرجيلة لكمية مواد كيميائية سامة أكبر بكثير مما لو كانوا يدخنون السجائر ولفترة أطول، حيث تستغرق الجلسة الواحدة في تدخين الشيشة من 20-80 دقيقة يتضمنها من 50-200 نفخة أرجيلة، بينما تستغرق السيجارة الواحدة دقائق معدودة فقط لإنهائها.
  • تحتوي الأرجيلة على 2.5 ضعف كمية النيكوتين الموجودة في السجائر، مما يزيد من خطر الإصابة بالإدمان.
  • يكون الشخص معرضاً للكثير من الأمراض المعدية، وذلك بسبب الاستخدام الجماعي لنفس النرجيلة، مما يجعل تدخين الأرجيلة أكثر خطراً من تدخين السجائر.(https://altibbi.com/).

حكم (الشيشة) أو (الأرجلية- النارجيلة) أو (الجوزة):

وعليه فإن ما يسمى بـــــــ ((الشيشة) أو (الأرجلية- النارجيلة) أو (الجوزة)) فالحكم فيها كلها كما الحكم في الدخان (السجائر)، وذلك لأن استخدام هذه الأدوات لا يقلل من خطورة التبغ، ومن ثم فيحرم  تناوله لأنه يأخذ حكم التدخين، حتى وإن اختلف الاسم أو اختلفت طريقة التعاطي.

هذا والله تعالى أعلم

الفقير إلى عفو ربه

أكرم كساب

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*