اليأس والكسل أو القنوط والملل صفات سلبية ينبغي أن تمحى من قاموس الدعاة , على أن يحل محلها الأمل والرجاء والجد والعمل , ولله در ابن مسعود يوم أن قال : الهلاك في اثنتين القنوط والعجب .
إن شعاع الأمل ينبغي أن يضيء جنبات كل مسلم , وإن غيوم اليأس والقنوط والإحباط ينبغي أن تزول بعيداً عن قلب كل موحد , وإن شعلة الأمل ينبغي أن لا تطفئ من قلب كل داعية . ولله در الشاعر حين قال :
واليأس يحدث في أعضاء صاحبه ضعفاً ويورث أهل العزم توهيناً
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أحلك الظروف والفترات ينبع قلبه بالأمل , ويشع فؤاده بالرجاء , وكيف لا وهو القائل صلى الله عليه وسلم : ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى ” رواه مسلم. انظر إليه وهو في مكة يوم أن جاءه خباب بن الأرت وقد كوي ظهره بالحديد فيقول للنبي e ألا تدعو لنا ؟ ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أعطاه وأعطى الدعاة من بعده درساً في الأمل فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها , فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين, ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه , والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون”