02
تيسير أحكام الزكاة
ثلاثية لغوية متكاملة في معاني السياسة:
ويلاحظ هنا أن المعنى اللغوي للسياسة يشمل ثلاثية رائعة:
- الملك والرياسة والولاية.
- التدبير والإصلاح والرعاية.
- الترويض والتأديب والتذليل.
ولهذا فإن الحاكم الذي لا يحقق هذه الثلاثية المبدعة من تحقق: رياسة وولاية، وإصلاح ورعاية، وتأديب وتذليل؛ لا يعد حاكما ناجحا؛ بل هو والفشل سواء.
السياسة في الاصطلاح:
وللسياسة في الاصطلاح تعاريف عدة، حسب من قام بتعريفها، وأذكر منها ما يأتي:
أولا: عند علماء الغرب وفي معاجمهم:
عرف الغربيون السياسة بتعريفات عدة:
فقالوا: هي: فن إدارة المجتمعات الإنسانية.
وقيل: أفعال البشر التي تتَّصل بنشوب الصراع أو حسمه حول الصالح العام، والذي يتضمن دائما: استخدام القوة، أو النضال في سبيلها[1].
وقيل: علم أو فنّ حكم الدول[2].
ملاحظات على هذه التعريفات:
ويلاحظ على هذه التعريفات أنها:
- تؤكد تحقيق المصلحة للأفراد والمجتمعات.
- لا ترتكز على مرجعية أو أيدلوجية معينة.
- لا تراعي الجانب الأخروي.
- المجتمع عندها يشمل الأفراد والحكام.
- تبرز الكياسة والفنّ في إدارة الحكم.
- تبرز أكثر ما تبرز دور الحاكم وما يصدر عنه.
ثانيا: عند علماء المسلمين:
لا يمكن القول بأن علماء الأمة كانوا بعيدين في يوم من الأيام عن السياسة قولا أو عملا. إذ الحديث عنها كان مبكرا، ولقد مارسها الصحابة ممارسة عملية قبل أن يبحث الفقهاء أحكامها، وقبل أن يستنبط الأصوليون قواعدها؛ بل كان استنباط الفقهاء والأصوليين لأحكامها وقواعدها من خلال عمل الصحابة الكرام عليهم رضوان الله، وهذا لا شك بعد ما جاء عنها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وللسياسة تعريفات متعددة عند علماء المسلمين كذلك، ومن أنضج هذه التعريفات وأشملها ما يأتي:
عرّفها المقريزي بأنها: القانون الموضوع لرعاية الآداب والمصالح وانتظام الأحوال[3].
وقال البجيرمي: إصلاح أمور الرعية، وتدبير أمورهم[4].
وقال أبو البقاء الحنفي: هي استصلاح الخلق بإرشادهم إلى الطريق المنجي في العاجل والآجل[5].
[1] موسوعة العلوم السياسية/ إصدار جامعة الكويت/ 102.
[2] قاموس المصطلحات السياسية/ ص 267، مبادئ علم السياسة/ نظام بركات وآخرون/ ص 15.
[3] المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار/ المقريزي/ ط دار الكتب العلمية، بيروت/ ط أولى، 1418 هـ (3/ 383)
[4] التجريد لنفع العبيد حاشية البجيرمي 2 / 178 ط. المكتبة الإسلامية – ديار بكر – تركيا.
[5] الكليات/ أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي/ط مؤسسة الرسالة – بيروت/ ص 510.